هل ينخفض الدولار الأمريكي في ظل إدارة ترامب ؟

هل ينخفض الدولار الأمريكي في ظل إدارة ترامب ؟

مع انتخاب دونالد رئيسا للولايات المتحدة شهدت الأسواق المالية موجة ارتفاعات قوية بعد انتشار حالة من التفاؤل بسبب وعود الرئيس المنتخب بتخفيف القيود القانونية والضرائب على الشركات وكذلك زيادة الإنفاق الحكومي من أجل دعم النمو، الدولار الأمريكي استفاد أيضا من هذه الموجة وارتفع أمام أغلب العملات العالمية ليصل لأعلى مستوى له أمام اليورو في 14 عام.

الأمر الفارق بالنسبة للدولار هو امتعاض الرئيس المنتخب من قوته، حيث صرح مرارا أن قوة الدولار من أهم أسباب اتساع العجز الأمريكي في الميزان التجاري والذي وعد خلال حملته الانتخابية بالعمل على تقليصه.

والسؤال الآن هو كيف سوف تتصرف إدارة ترامب مع قوة الدولار؟ وكيف ستكون ردة فعل الأسواق؟

ارتفاع الدولار :

بالنظر الى الرسم البياني المرفق من [highlight color=”yellow”]شركة UFX[/highlight] يمكن ملاحظة أن موجة ارتفاع الدولار الأمريكي بدأت مع نهاية الشهر الرابع من عام 2014 وكان السبب الرئيسي في ذلك صدور بيانات اقتصادية تشير إلى بوادر تعافي الاقتصاد الأمريكي من الأزمة المالية والتي بدأت في عام 2008 كأزمة الرهون العقارية المتعثرة، وبدأ الحديث في هذه الفترة حول قيام بتخفيف الفدرالي لسياسة التيسير الكمي المتبعة ورفع أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي حدث في الفترة اللاحقة.

وعلى عكس الاقتصاد الأمريكي، فإن الأمور الاقتصادية في باقي دول العالم في الأغلب لم تكن بتلك الأريحية، خاصة في أوروبا واليابان مما دعم قوة الدولار مقابل باقي العملات الرئيسية.

الدولار وترامب

سياسة الدولار القوي:

منذ عهد إدارة بيل كلينتون وبالضبط منذ عام 1995 والإدارات الأمريكية المتعاقبة سوآءا ديمقراطية كانت أو جمهورية كانت تتبع سياسات تدعم قوة الدولار الأمريكي وبخاصة أمام الين الياباني، وكانت الفكرة وراء ذلك التخفيف من معدلات التضخم من أجل تخفيض معدلات الفائدة لدعم النمو الاقتصادي الذي كان يعاني من التباطؤ، وقد عرف هذا الأخير انطلاقة قوية نتيجة لتلك السياسة وهذا ما شجع الإدارات اللاحقة على اتباع نفس النهج.

بوادر على تغيير الاتجاه :

إذا كانت الإدارات السابقة قد شجعت الدولار القوي فإن الإدارة الجديد أرسلت الكثير من الإشارات التي توحي بأنها غير راضية عن هذا النهج و أنها سوف تسير في الاتجاه المعاكس، أي العمل على إضعاف الدولار.

قبل أيام قليلة من تنصيبه رئيسا صرح دونالد ترامب بأن “الدولار أقوى من اللازم أمام العملة الصينية”، وأشار أيضا إلى المكسيك، وشرح أن من أهم أسباب العجز مع المكسيك والصين هو قوة الدولار وبأنه لن يقبل بهذا.

منذ تنصيبه توالت تصريحات الصادرة عن المسؤولين في إدارة ترامب حول هذا الموضوع، خاصة وزير الخزانة في شهادته أمام لجنة المالية في الكونجرس والذي عبر فيها على نفس فكرة ترامب، وأخيرا اتهام أحد مستشاري الرئاسة لألمانيا باستغلال ضعف اليورو على حساب الولايات المتحدة.

هل سينخفض الدولار؟

من الناحية القانونية لا يمكن للرئيس الأمريكي التدخل المباشر في السياسية النقدية الفيدرالية فهي من اختصاص الاحتياطي الفدرالي، وحتى وإن كان بإمكانه استعمال وسائل غير مباشرة مثل التدخل اللفظي فإن عملية التحكم في سوق العملات ليس بالأمر السهل خاصة بالنسبة للدولار الأمريكي الذي يؤثر على قيمته الكثير من المتغيرات المتشابكة والتي لا تتعلق بالولايات المتحدة وحدها ولكن هذا لا يعني عدم إمكانية التأثير عليه.

الدولار الأمريكي هو عملة التبادلات التجارية في العالم بلا منازع، لذلك فإن أغلب [highlight color=”yellow”]شركات تداول الفوركس[/highlight] توفر التداول على عدد كبير من أزواج الدولار لما يوفر من فرص من خلال التذبذب الكبير الذي يمتاز به، ويبدو أن موجة الارتفاع السابقة قد وصلت لنهايتها، وان لم يكن هناك انعكاس على الأقل سيدخل الدولار في حالة مراوحة وانتظار على المدى القريب والمتوسط.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.